تَفَرُّد نت - Tafarud.net

علماء من غوغل يبتكرون طريقةً لتحسين دقة الصور

ضحيةٌ ملقاةٌ على الأرض، والفاعل مجرمٌ محترف، لم يسقط ساعته أو يترك بصمةً أو تقع شعرةٌ منه تسمح للشرطة بفحص حمضه النووي بغية التعرف عليه، ولا دليل بين أيدينا إلا شريط كاميرة المراقبة والذي يبدو –لسوء دقته-أشبه بمربعاتٍ سوداء مع قليلٍ من المربعات البيضاء المتحركة، وهنا، يتقدم خبير التكنولوجيا المحترف ليضغط مجموعة أزرار، فإذ بالصورة تتحسن حتى يبين وجه المجرم وكأنه قد التقط لنفسه صورةً احترافية قريبة بكاميرة 20 ميغا بيكسل.

هذا السيناريو الذي تكلمنا عنه موجودٌ في أفلام الخيال العلمي أو بعض أفلام الإثارة والتحقيقات على أفضل تقدير، وليس شيئاً يمكننا استعماله لنميط اللثام عن قاتلٍ حقيقيٍ للأسف؛ لكن، هناك قسمٌ ممتلئٌ من الكأس، فلما لا ننظر إليه؟! هذا الجزء الممتلئ من الكأس عبأته لنا شركة غوغل (Google)، فباختصار، “تحسين” دقة الصورة حاله كحال غيره من أفكار الخيال العلمي، لم يعد شيئاً نتطلع له في المستقبل بل نعيشه حاضراً ملموساً.

فوفقاً لأرس تيكنيكا (Ars Technica) قام الباحثون في مشروع التعلم العميق (deep learning) في غوغل والمعروف باسم (Google Brain) بإنشاء برنامجٍ مهمتُه محاولة تحسين صورٍ دقتها 8*8 بيكسل (pixel).

لكن، وليتسم شرحنا بالدقة، فإن هذا البرنامج لن يزيد دقة الصورة الأصلية، بل سيعتمد في مهمته على تعلم الآلات (machine learning) كي يخمن –إن جاز لنا القول-ما الذي ستكون عليه الصورة الأصلية فيما لو صُغِرت إلى الشكل الحالي (أي إلى دقة 64 بيكسل).

تتألف هذه العملية من مرحلتي تدريبٍ للشبكات العصبية (neural network). في المرحلة الأولى، لدينا ما يُسمى بالشبكة الشرطية (conditional network) وهنا تتم مقارنة الصورة المراد “تحسين دقتها” مع مجموعةٍ من الصور المرجعية المشابهة عالية الدقة، ومن ثم يتم تصغير هذه الصور بغية مقارنتها مع الصورة الأصل من حيث نمط الألوان والأشكال، وذلك كما هو موضح في الصورة التالية:

وفي المرحلة الثانية، والتي تُسمى بـ “الشبكة السابقة” (prior network) تُستخدَمُ التفاصيل الموجودة في الصور عالية الدقة لتحسين الصورة الأساسية.

وأخيراً، فإن الصور التي تم إنتاجها من المرحلتين يتم تجميعهم معاً بغية الحصول على صورة تقريبية للصورة الأصلية.

أي أنه وباختصار، فإن هذا البرنامج الذي أطلقه (Google Brain) ليس عبارةً عن تعويذة تكبير حجمٍ وتحسين دقةٍ سحرية، لكنه صراحةً حسب وصف الباحثين ينتج صوراً قادرةً على إقناع معظم الناس بأنها صورٌ حقيقةٌ –غير محسنة-.

في المرة القادمة، وعندما يأخذنا أحد أفلام الخيال العلمي إلى المستقبل، فإن يحق لنا أن نأمل بامتلاك ما نراه على الشاشة، فعالمنا يحث الخطى سريعاً ليضع يديه كل يوم على ابتكارٍ جديدٍ قد يجعل من أفلام المستقبل تكنولوجيا نعيش معها.

المصدر

اضف تعليق

حساب تويتر

تابعوا حساب تويتر للمقالات باللغة الانجليزية.