تَفَرُّد نت - Tafarud.net

الذكاء الاصطناعي يعمل على برمجة اطفال لنفسه

مشروع غوغل لتعلم الآلات الذاتي AutoML يؤتي ثماره، ويكتب شفرات برمجية لخوازميات تعلم آلي أفضل من البشر

 

  • غوغل تطور نظام تعلم آلاتٍ أتوماتيكي AutoML لتدرب نماذج الذكاء الاصطناعي AI
  • هذا التطوير الجديد سيؤمن الحاجة من الطلب المتزايد على الباحثين
  • لدى غوغل كوادر تعمل في هذا المجال تحت مظلة Brain project وDeep Mind.

 

إن الذكاء الاصطناعي (AI –Artificial Intelligence) هو أشبه بالطفل الصغير الذي بدأ بالمشي، فهذه التكنولوجيا المذهلة ما زالت حديثة العهد، لكنها رغم ذلك تشغل تفكير كبار العقول وتجذب أموال كبار المستثمرين، كشركة فيسبوك (facebook) وأمازون (Amazon) وآبل (Apple). لكن، يبدو أن شركة غوغل (Google) تريد أن تمسك بيد هذا الطفل الصغير لينمو بسرعة، حيث أن الشركة تريد أن تعطي الذكاء الاصطناعي القدرة على التعلم من نفسه، وذلك عن طريق مشروعها: تعلم الآلات الذاتي (AutoML).

مشروع غوغل هذا الخاص بتعلم الآلات الذاتي، والذي تم الاعلان عنه لأول مرة في شهر أيار/ مايو يعمل على أتمتة عملية تصميم نماذج التعلم الآلي (machine learning models)، والجدير بالذكر أنه استطاع تحقيق نسبة نجاحٍ تقدر بـ 82% في تصنيف الصور بالاعتماد على تعلم الآلة. ولم يكن هذا هو الأمر الوحيد المثير، فحسب مجلة وايرد (Wired) فقد نجح البرنامج بالحصول على نسبة نجاحٍ بمقدار 43% في تحديد أماكن عدة أشياءٍ في الصور، ومربط الفرس هنا –إن صح التعبير-أن هذه النسبة –الـ 43%-أعلى من نسبة النجاح المحققة عن طريق نظامٍ مصممٍ من قبل الإنسان، حيث وصلت نسبة نجاح الأخير إلى 39%. ولقد أقنعت هذه النتائج الشركة المالكة لمحرك البحث العملاق (أي غوغل) باعتماد الذكاء الاصطناعي كالمدرب الجديد لمشروع تعلم الآلات القادم.

والطريق الذي ستسلكه الشركة في هذا الصدد هو تشكيل شبكةٍ تحكم قادرةٍ على اقتراح هيكلية لنموذجٍ صغير “إبن” (child) يتم تقيمه وتعليمه مهام معينةً باستخدام لغة الآلات (1) (machine language). وهذا يعني –حسب ما تصفه مجلة وايرد-أن البرنامج الخاص بغوغل يتعلم كيف يكتب برنامج تعلم آلي، ويمكن هنا أن نقول أن هذا المشروع في نهاية المطاف قد يمكننا من تلبية الطلب على الحاجة المتزايدة للمهندسين المحترفين.

وقد علق المدير التنفيذي لغوغل سندر بيشاي (Sunder Pichai) على ذلك قائلاً: “مازال أمامنا طريقٌ طويلٌ نقطعه قبل أن يُصبح رقم واحد في الذكاء الاصطناعي في العالم، لكن كلما أسرعنا بتأمين ديمقراطيةٍ في الوصول إلى التكنولوجيا، سواءً فيما يخص الأدوات التي يستطيع الناس استعمالها أو الطريقة التي نطبق بها ذلك؛ كلما اصبح بإمكان الجميع الاستفادة منها بشكل أبكر”.

وقد أشار بيشاي إلى المجالات المتنوعة من الذكاء الاصطناعي التي تركز عليها غوغل، وهو صراحةً من صاغ مصطلح: الأول على العالم في الذكاء الاصطناعي AI-first world في إشارةٍ إلى استراتيجية غوغل لتنافس التقدم الذي تحققه شركاتٌ كآبل وفيسبوك وآمزون وميكروسوفت (Microsoft). وإن أمكن أن يخبرنا هذا بشيء، فهو أن مستقبل الذكاء الاصطناعي مفتوحٌ بالكامل أمامنا دون حدودٍ أو قيود.

يبدو للقارئ الآن تقدم المرحلة التي وصلتها غوغل في مجال الذكاء الاصطناعي، وحقيقةً، فإن انطلاقتها فيما يخص هذا الأمر –بالتحديد في مجال تعلم الآلات- كانت عام 2014 عندما استحوذت على شركة ديب مايند (Deep Mind) في لندن، وأنشأت فريقاً من الباحثين تحت مُسمى: مشروع (Google Brain) والذي يمكن ترجمته إلى (دماغ غوغل) والذي أُطِلقَ بدوره عام 2011 بالتعاون مع زميل غوغل (Google Fellow) جيف دين (Jeff Dean) والباحث في شركة غوغل غريغ كورادو (Greg Corrado) والبروفسور في جامعة ستانفورد أندرو نيغ (Andrew Ng, Stanford University) (ويجدر بنا التوضيح هنا أن الشخص الأول –جيف دين- هو “زميل” وهي رتبة هندسية عالية في غوغل). ولا تزال هذه المجموعة التي ذكرناها للتو، تعمل على تطوير تكنلوجيا الذكاء الاصطناعي بإستخدام الموارد المتاحة في شركة ديب مايند.

وقد أثمر جهد الفريق الشهر الماضي في التحديثات الاخيرة لتطبيق “مساعد غوغل” Google Assistant. وليس هذا فقط، بل إن غوغل ومن معه بصفتهم الشركة المنافسة لكبرى الشركات كأمازون وأبل، باتوا يزدادون قوةً يوماً بعد يوم، والفضل في ذلك يعود إلى تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يُحققه الاتحاد بين غوغل براين وديب مايند.

 

الحاشية:

1-لغة الآلة (machine language): هي مجموعة من الأرقام الثنائية أو البيتات (bits) التي يستطيع الحاسوب فهمها.

 

المصدر 1، المصدر 2، المصدر 3، المصدر 4

اضف تعليق

حساب تويتر

تابعوا حساب تويتر للمقالات باللغة الانجليزية.